النجوم السمراء تتأهب للسطوع في سماء أفريقيا

أحمد النفيلي

مع اقتراب انطلاق منافسات كأس الأمم الأفريقية القادمة، يستمر حديثنا عن اللاعبين المتوقع تألقهم في البطولة التي ستستضيفها غينيا الاستوائية والغابون في الفترة من 21 كانون الثاني / يناير الحالي وحتى الثاني عشر من شباط / فبراير القادم.

ويخطئ من يظن أن الاسماء الأفريقية الشهيرة المتألقة على مسرح كرة القدم العالمي أمثال دروغبا وجيرفينيو والأخوان توريه ومروان الشماخ على سبيل المثال هي فقط التي تستحق المشاهدة، إذ أن منافسات "كان 2012" القادمة ستكون عامرة بالمواهب الشابة المتواجدة حالياً خارج دائرة الضوء والتواقة بشكل أو بآخر إلى لفت الانتباه إليها بغية تحسين وضعها على ساحة كرة القدم العالمية.

عصام جمعة

لا يمكنا أن نتحدث عن اللاعبين الذين ستسلط عليهم دائرة الضوء في أمم أفريقيا القادمة بدون أن نتحدث عن مهاجم المنتخب التونسي عصام جمعة هداف تصفيات البطولة برصيد ستة أهداف، والهداف التاريخي للمنتخب التونسي برصيد 26 ولاعب أوكسير الفرنسي الحالي.

وسيحتفل جمعة بعيد ميلاده الثامن والعشرين أثناء دوران رحى البطولة، إذ أنه من مواليد مدينة قابس التونسية في الثامن والعشرين من كانون الثاني / يناير لعام 1984، ويأمل الجميع أن يكون ذلك فأل حسن على اللاعب الأسمر وأن يتمكن من تكرار تألقه وتفوقه مع منتخب بلاده الملقب بـ"نسور قرطاج"، حتى تدور ماكينة أهدافه مع انطلاق مباريات الفريق في البطولة والتي ستكون أمام المنتخب المغربي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة يوم الثالث والعشرين من كانون الثاني / يناير القادم.

والمثير في مسيرة عصام جمعه أنه أكثر توفيقاً مع منتخب بلاده مما هو عليه مع الأندية التي احترف ضمن صفوفها، فقد بدأ اللاعب مسيرته مع كرة القدم على الصعيد الاحترافي عندما انضم لفريق الترجي عام 2003، واستمر في صفوف فريق العاصمة التونسية لموسمين (2003-2005) خاض خلالهما 19 مباراة سجل فيها هدف واحد فقط، وعلى الرغم من عدم فعاليته الكافية على المرمى فإن تحركاته الهجومية واعتماد المدربين عليه بشكل دائم لقوته الجسدية وسرعته أهله للاحتراف ضمن صفوف فريق لينس الفرنسي لمدة ستة مواسم كاملة (2005-2011) خاض خلالها 114 مباراة سجل فيها 20 هدفاً علماً بأنه انتقل خلال تلك المدة على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد إلى صفوف كان الفرنسي أيضاً (2007-2008) وخاض خلال هذه الموسم 21 مباراة سجل فيها ثلاثة أهداف.

وحط جمعة رحاله أخيراً في فريق أوكسير السادس عشر على لائحة ترتيب الدوري الفرنسي حالياً، ولم يصب اللاعب التوفيق مع فريقه، ويتأهب حالياً لخوض تجربة احترافية جديدة وإن كان لم يحدد وجهته حتى الآن انتظاراً لما ستسفر عنه مشاركته في الأمم الأفريقية.

وعلى الصعيد الدولي خاض جمعة مع منتخب بلاده 57 مباراة علماً بأنه يشارك في الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي حيث سجل حضوراً في بطولتي 2008 و2010، وستكون الأضواء مسلطة عليه في البطولة القادمة بقوة كونه يشارك وهو هداف التصفيات المؤهلة إليها برصيد ستة أهداف، بواقع هدفين في مرمى مالاوي، وهدف خارج قواعد تونس في مرمى توغو، إضافة إلى ثلاثة أهداف في شباك تشاد في مباراتيها أمام نسور قرطاج في التصفيات ذاتها.

عانى جمعة من إصابة أبعدته عن التدريبات لفترة طويلة وذلك أثناء مباراة المنتخب التونسي الودية أمام منتخب كاتالونيا والتي انتهت بالتعادل السلبي، وتنفس مدرب المنتخب التونسي سامي الطرابلسي الصعداء بعدما تأكد من خلال التقارير الطبية أن جمعة تعافى وأصبح جاهزاً للمشاركة في أولى مباريات المنتخب التونسي أمام المغرب، وهي بالتأكيد المشاركة التي ستحدد إلى أي حد من الممكن أن تصل فيها حملة نسور قرطاج في البطولة.

كارليس كابوري

على الرغم من صغر سنه (23 عاماً) فإن كارليس كابوري لاعب مرسيليا الفرنسي يعتبر من أهم الركائز والدعائم الأساسية التي يعتمد عليها المدرب البرتغالي باولو دوارتي المدير الفني لمنتخب بوركينا فاسو، حيث من المتوقع أن يلعب كابوري دوراً هاماً في مسيرة المنتخب البوركيني في أمم أفريقيا القادمة.

ويشغل كابوري مركز لاعب الوسط وهو يجيد تأدية الواجبات الهجومية والدفاعية بشكل جيد جعله يشارك في 11 مباراة مع فريقه مرسيليا في الدوري الفرنسي من أصل 20 مباراة خاضها الفريق الجنوبي في المسابقة حتى الآن.

وكانت آخر مباراة خاضها كابوري مع مرسيليا في الأسبوع التاسع عشر من الموسم الحالي للدوري الفرنسي أمام نانسي والتي انتهت بفوز مارسيليا خارج ملعبه بثلاثة أهداف مقابل هدف، وشارك اللاعب البوركيني في المباراة بالكامل قبل أن يترك الفريق وينضم إلى منتخب بلاده الملقب بالخيول للمشاركة في أمم أفريقيا، وهو ما يعني أن اللاعب وصل إلى قمة مستواه على الصعيدين الفني والبدني وأصبح جاهزاً لقيادة وسط ميدان منتخب بلاده مع النجم جوناثان بترويبا المتألق هو الآخر مع فريق رين الفرنسي.

ولد كابوري في مدينة بوبو ديلاسو البوركينية في التاسع من شباط/ فبراير عام 1988 وهو بالتأكيد يحلم بالاحتفال بعيد ميلاده الرابع والعشرين ومنتخب بلاده لازال مشاركاً ومتواجداً في البطولة لأنه في هذه الحالة سيكون قد تأهل على أقل تقدير إلى نصف نهائي البطولة للمرة الثانية في تاريخه، وكانت الأولى عندما استضافت بوركينا فاسو كأس الأمم الأفريقية عام 1998.
وبدأ كابوري مسيرته مع كرة القدم في فرق وأكاديميات الناشئين المتواجدة في العاصمة البوركينية واغادوغو قبل أن يشد الرحال وهو ابن الثامنة عشر عاماً إلى فرنسا من أجل الاحتراف في فريق ليبورن المنافس في دوري الدرجة الثانية الفرنسي حيث أمضى بين صفوفه موسمين كاملين خاض فيهما 26 مباراة، قبل أن يحدث تحولاً مفصلياً في حياته الاحترافية بانتقاله إلى فريق مرسيليا أحد أهم وأشهر الفرق ليس على صعيد الكرة الفرنسية فقط ولكن في أوروبا بشكل عام، وعلى الرغم من كونه من أصغر لاعبي الفريق الأول في مرسيليا عمراً إلا أنه شارك حتى الآن في 82 مباراة سجل خلالها هدفين، وهو ما يجعلنا نضعه في إطار النجوم الأفريقية الشابة المتوقع صعودها بقوة في السنوات القادمة، ولعل مشاركة اللاعب مع فريقه في دوري أبطال أوروبا تؤكد هذه المعلومة إذ خاض أربع مواجهات من أصل ست لعبها مرسيليا في الدور الأول لعل أبرزها تلك التي كانت أمام باير ليفركوزن الألماني في المرحلة الثانية من مباريات المجموعة السادسة والتي انتهت بفوز مرسيليا بثلاثية نظيفة.

بيير إميريك أوباميينغ

يمتلك الجمهور الغابوني آمالاً عريضة في أن تشهد "كان 2012" انطلاقة كبرى لنجم المنتخب الغابوني ومهاجمه الأول الواعد بيير إميريك أوباميينغ البالغ من العمر 22 عاماً، حيث أن مشاركته السابقة مع منتخب بلاده في "أنغولا 2010" كانت على استحياء ولم يفعل فيها اللاعب أي إنجازات تذكر بعد أن شارك في مباراة واحدة فقط من بدايتها وتم الدفع به في المباراتين التاليتين كلاعب بديل.

ويمكن القول إن أوباميينغ يمثل بحق المستقبل الواعد للكرة الغابونية، فاللاعب المولود في مدينة لافال الفرنسية في الثامن عشر من حزيران / يونيو لعام 1989، بدأ حياته مع كرة القدم عندما انضم لناشئي نادي ميلان الإيطالي الشهير عام 2008، والذي ما لبس أن أعاره لعدد من أندية دوري القسم الأول الفرنسي عقب ذلك، إذا خاض مع نادي ديجون غمار موسم 2008-2009 وظهر خلاله بشكل جيد للغاية بعد أن شارك في 34 مباراة سجل خلالها 8 أهداف، ما أهله إلى الانضمام على سبيل الإعارة أيضاً إلى فريق ليل موسم 2009-2010 فشارك خلاله في 14 مباراة سجل فيها هدفين فقط.

وعاد المهاجم الغابوني الصاعد مرة أخرى بعد انقضاء ذاك الموسم إلى ميلان، الذي أعاره من جديد إلى فرنسا وتحديداً إلى فريق موناكو الشهير فخاض معه غمار موسم (2010-2011) والذي شهد في نهايته فاجعة كبرى لجماهير وعشاق هذا النادي الذي تأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2004، تمثلت بهبوط الفريق إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الأمر لم يؤثر على أوباميينغ حيث تواصلت مسيرته في دوري الدرجة الأولى في فرنسا بانضمامه إلى سانت إتيان على سبيل الإعارة أيضاً في العام الماضي، والذي خاض خلاله مع فريقه الجديد 33 مباراة سجل خلالها 8 أهداف.

ودفع هذا التألق سانت إتيان إلى أن يحصل بصورة نهائية على خدمات اللاعب والذي واصل ظهوره الطيب مع الفريق هذا الموسم أيضاً إذ شارك في 19 مباراة من أصل 20 مباراة في الدوري علماً بأن المباراة الأخيرة لسانت إتيان أمام سوشو في الأسبوع العشرين والتي أقيمت يوم السبت الماضي لم يشارك فيها أوباميينغ بسبب انضمامه للمعسكر النهائي للمنتخب الغابوني استعداداً لانطلاق نهائيات الأمم الأفريقية، مع العلم أنه سجل حتى الآن ستة أهداف في المسابقة.

وعلى الصعيد الدولي فقد جاءت مسيرة " بيير إميريك" مثيرة بشكل كبير بعد أن استهل مشاركاته الدولية بالانضمام للمنتخب الفرنسي تحت 21 عاماً عام 2009، قبل أن يحسم أمره بالمشاركة مع المنتخب الغابوني الأول في العام ذاته في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم الماضية، ومنذ ذلك الوقت والمهاجم الواعد يعتبر أحد الركائز الأساسية للمنتخب الغابوني حيث شارك في 19 مباراة أحرز خلالها خمسة أهداف.

شيخ دياباتيه

يعتبر شيخ دياباتيه معشوق الجماهير المالية حالياً وهو أملهم في هز شباك الفرق المنافسة في كأس الأمم الأفريقية القادمة خاصة بعد الاعتزال الدولي لنجم الكرة المالية وأحد العلامات البارزة على مدار تاريخها فريدريك عمر كانوتيه مهاجم وهداف اشبيليه الإسباني إضافة إلى درامان تراوري أحد نجوم المنتخب المالي سابقاُ والذي لعب في السابق لفرق الاسماعيلي المصري والأفريقي والترجي التونسيان ولكوموتيف موسكو الروسي.

وتتناسب الآمال المعقودة على دياباتيه مع حجم العطاءات التي يقدمها حالياُ اللاعب مع فريقه بوردو الفرنسي في الموسم الحالي حيث شارك في 16 مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي سجل خلالها أربعة أهداف، بالإضافة إلى تسجيله أربعة أهداف أيضاً قاد من خلالها منتخب بلاده مالي إلى التأهل إلى نهائيات كأس