يسقط الثلج في نطاقات مناخية تتميز بالمناخ القطبيالبارد ، فاذا تساقط بها فان برودة الهواء السطحي الملامسللجليد يساهم فيتكاثف رطوبة هوائه في هيئة شظايا رقيقة تشبه زغب الريش الابيض ، وعندمايتكاثر فوق سطح واسع لقارة ما ، فانه يتكدس بعضه فوق الاخر ويتصلب متحولاالى جليد ، او ما يسمى بالغلاف الجليدي . كذلك الذي نجده عند القطبينبنصفي الكرة الشمالي والجنوبي ، او يوجد فوق المرتفعات مكونا انهاراجليدية او ثلاجات طويلة الامتداد .
ويوجد النوع الاول بالنصف الشمالي من الكرة الارضيةبآلاسكا وكندا وجرينلاند واروبا الشمالية وسيبيريا . اي يتواجد في نطاقارضي يحيط بالحوض القطبي الذي يعد مياها متجمدة ، كما تولد تحت جليدهالعلوي جليد جديد ، قام برفعه الى اعلى وشقق سطحه ، الامر الذي يبرزالجليد على شكل قطع متجاورة وغير متجاورة من الجليد الطافي على غير هدىيعرف باسم العائمات الجليدية او الاطراف الجليدية . التي بدورها تدفعهاالرياح وحركات المد ، وهي في حركة دائمة من الالتحام تارة والتشقق تارةاخرى الى قطع متباعدة ، تأخذ اشكال القمم المسننة والمغارات والربواتاحيانا اخرى . ويعرف هذا الحقل القطبي الشمالي باسم اكداس الجليد القطبي .
ومن خصائصه الحركة الدائمة طول لعام ، كما تؤثر حركةدوران الارض على تنقله طافيا من آلاسكا ةسيبيريا باتجاه جرينلاند ، ونظرالاحاطة الحوض القطبي باليابس تماما ، فان اغلب المصورات الجغرافية تعدلاسمه الى البحر المتجمد او البحر القطبي .
كما يتواجد جليد النوع الاول ايضا في نصف الكرة الجنوبيوبالذات في انتاركتيكا داخل نطاق الدائرة القطبية الجنوبية ، وجدير بالذكران اسم انتاركتيكا اسم على غير مسمى ، اذ انه يعني القارة المقابلةللقارة القطبية الشمالية (اركتيكا) التي لاوجود لها في الواقع ، اذ ان مايقابها بالفعل هو الجليد القطبي او البحر المتجمد .
اذن يتواجد جليد الغلافات الجليدية بالقطبين اللذانيمثلان نهايتاالمحور القطبي الذي تدور حوله الارض من الغرب الى الشرق .وكذلك تلتقي عندهما خطوط الطول . واليوم بهما يوازي السنة ، النهار طولهستة اشهر (هي فصل الصيف) والليل ايضا ستة اشهر (هي فصل الشتاء) . وبهماتتلاشى الاتجاهات . فاينما اتجه وجهك في القطب الجنوبي فانك صوب الشمالوالعكس في الشمال فانك تتجه صوب الجنوب . وجليد القطبين يعد بقايا جليدالبلاسينوسين المتخلف داخل نطاق الهولوسين الحالي .
أما النوع الثاني من جليد الوقت الحالي فهو جليدالمرتفعات ؛ والذي يرتبط بهبوط درجات الحرارة في المناطق الجبلية العالية، هبوطا كبيرا يصل احيانا الى درجة التجمد او ما دونها ، فان كان التساقطكبيرا عليها تراكمت الرطوبة في هيئات قلنسوات جليدية تغطي اطرافها رؤوسهاالعليا .
و يرتبط وجود الجليد على المرتفعات بخط الثلج الدائمفالقاعدة العامة ان المناطق الجبلية تتلقى مزيدا من الامطار يفوق ما تنالهالمناطق المنخفضة التي تنطبق معها في ظروفها المناخية . كما كانت جبالالصحراء الكبرى عالية ن ذات مقدرة على اجتذاب الرطوبة ، فكانت بذلك واحاتخضراء تتوسط محيط صحراوي ضخم ، ومثال ذلك واحات دارنور عند اطراف صحراءليبيا الجنوبية .
وهكذا كونت ايضا الرطوبة ثلاجات جبلية تجاوزت منسوبخطالثلج الدائم الذي يعرف بمستوى التجمد ، باعتباره مرتبطا بالمستوى الذيتنخفض فيه حرارة الجو الى درجة التجمد .
كما ان خط الثلج الدائم من ناحية المنسوب يختلفارتفاعه بين العروض المناخية خاصة فوق الجبال المجاورة له ، لذا كانمنسوبه على الجبال اقل ارتفاعا نسبيا في الهواء القريب منها ، فلو كانهواء الجبل محملا بالرطوبة ، لتحولت عندئذ الى ثلج متراكم على قمم الجبال(اي جليد).
ويعرف الحد الاسفل للاجزاء المغطاة بالثلج المتراكم فقطباسم خط الثلج بينما يسمى الحد الاسفل للاجزاء التي تتميز باستمرارية وجودالثلج عليها طول العام باسم خط الثلج الدائم وهذا يختلف في الارتفاع منمكان لآخر داخل العروض المناخية طبقا لدرجة حرارته ونسبة رطوبته السائدةعليه . فهو في الاقاليم الحارة اعلى من نظيره بالاقاليم المعتدلة والباردة، الى درجةان ارتفاعه يتلاشى قرب القطبين بحيث يصل بهما الى منسوب سطحالبحر ، فتغطى الارض هناك بالجليد .