اقرأ وابكي على حالنا وحالهم
يا واقِعَ الذُّلِّ أوقفْ قصفكَ القَاسي *** فَقد كوَيتَ بنارِ القَصفِ إِحساسِي
وَقد أذبتَ فؤاداً لا حِراكَ به *** وقد كتمتَ بماءِ العارِ أنفَاسي
ماذا أقولُ وهولُ الخطبِ ألجَمَنِي *** وكيفَ يُفلِحُ في التَّعبيرِ مِقياسِي ؟!
وكيفَ أبدأُ في تسديدِ قافيتِي *** وقد أصابَ غبارُ الوَهْن ِأقواسي ؟!
***********
حرائرُ الشامِ واخزياهُ في فَرَقٍ *** أصَابهُنَّ هَوانُ العُربِ باليَاسِ
يسوقهنَّ إلى المكروهِ مُرْتَزِقٌ *** فأينَ نَخوَتُكم يَا خِيرَةَ النَّاسِ ؟!
تَناوشَ الِعرضَ يا للعارِ شِرذِمَة ٌ *** ونحنُ فِي سكرةٍ نَلهُو بِأَعرَاسِ !
ودَنَّسُوا طُهرَه يا ويحَ أمتِنا *** فكيفَ طِبنا على أُنسٍ وإيناسِ
يا لهفَ نَفسِي عَلَى الأَعْرَاض دنَّسها ***وغدٌ حقيرٌ دني من أخبث الناسِ
يا بُؤسَ أمتِنا ضَاعَت كَرامَتُهَا *** وبَاتَ منْجَمُها مِن غَيرِ حُرَّاسِ
تَفَنَّنَ الكُفرُ في إِذْلاَلِ إخْوَتِنَا *** فَكَم سَقَاهُمْ صُنوفَ المُرِّ بالكَاسِ
وأمَّتي لعدِّو الله خاضعةٌ ***لِحَتْفِهَا كَخُضُوعِ الجِذْعِ لِلفَاسِ
يا إِخوَتِي فِي بِلاَدِ الشَّامِ مَعْذِرَةً *** فَمَا مَلَكْتُ سِوَى حِبْرِي وَقِرطَاسِي
أجودُ بالأَحرفِ الحَرَّى وَأَرسُمُهَا *** وَصِدقُ قَافِيَتِي فِي الدَّربِ نِبْرَاسِي
تُفِّجرُ الآهَ فِي الوِجْدَانِ مِحنَتُكُم *** وَيَصْدَعُ القلبَ صمتُ الأُمَّةِ القّاسِي
فيرشفُ الحرفُ من نزفِي ومن ألمِي *** ويستقِي حُزنَهُ من عمقِ إحسَاسِي
***********
بنو العروبةِ آلافٌ مُؤلَّفَةٌ *** ولاَ يُوَاسِي جِراحَ الشَّامِ مِن آَسِي !!
وكيفَ يُسعفهمْ قَومٌ بتضحيةٍ *** ومركبُ الجبنِ في أَعمَاقِهِم رَاسِي ؟!
فَلا تَمُدُّوا لِغَيرِ اللهِ أَيديَكُمْ *** فَمَنْ سِواهُ يَقِي مِنْ شِدَّةِ البَاسِ ؟!
واستَمْسِكُوا بِهُدَى الرَّحمنِ واعْتَصِمُوا *** بِحَبْلِهِ وَاقْطَعُوا الآَمَالَ بِالنَّاسِ
طبعا الكلام عن انعدام النصير ليس على العموم فهناك من رحم ربي ولله الحمد