لم يكن خوضنا في هذا الموضوع بهدف الإثارة الإعلامية أو الإساءة للفتاة الجامعية "الحرة" ولا إنقاصا من قدر الجامعة، بل أردناه اقتحاما لأكثر الطابوهات غرابة في الجامعة الجزائرية، رغم الأعداد المتزايدة للفتيات اللواتي ينزعن حجابهن أو خمارهم بمجرد التحاقهن بالجامعة وما ينجرّ عن ذلك من مشاكل عائلية تكون نهايتها مأساوية.
كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساءً حين اقتربنا من مدخل الإقامة الجامعية "حيدرة 2" بجنب كلية العلوم السياسية والإعلام ببن عكنون، فتيات يخرجن من الإقامة بلباس رياضي وأخريات بلباس منزلي "جبّة" بهدف شراء بعض المستلزمات ولقاء المعجبين أو الأصدقاء.
سيارات تتوافد على مدخل الإقامة فيها شباب من مختلف الأعمار، مكوثهم هناك لم يدم سوى دقائق معدودات فبمجرد توقفهم حتى ترى فتيات يهرعن لصعود السيارة بعد أن يسلمن على السائق ومن جاوره فالكل يتعارف والعلاقة حميمية والمصالح مشتركة، الأمور لحد الساعة تسير بشكل طبيعي على غرار نهاية كل أسبوع أين تكثر حالات العرض والطلب خاصة بعد نهاية العطلة الصيفية وشهر رمضان، لكن شيئا ما لم يكن عاديا في المكان أين لمحنا شابين داخل سيارة، علامة القلق والارتياب بادية على محيّاهما لم يكن ينظران أو يترصدان أية فتاة، كأنما جاءا لغاية أخرى.
لمحناهما ينظران لفتاة تخرج من مدخل الإقامة وعيناهما تتقدان غيظا، الفتاة ذهبت مباشرة لتركب إحدى السيارات التي كانت تستعد للإقلاع، وإذا بالشابين ينطلقان من السيارة التي كانا بداخلها بسرعة فائقة وآثار الغضب والخيبة بادية عليهما، أوقفوا السيارة التي كانت تقل الفتاة أحدهم ضرب السائق وشرع في سبّه والآخر أمسك الفتاة من يدها وأخرجها من السيارة بعنف قائلا لها بصوت عالٍ: »هذه هي الدراسة التي بعثناك من أجلها أيتها الخائنة... اليوم سيقتلك أبي بعدما يراك بهذه الملابس العارية، أين حجابك ومن هؤلاء...؟«، وإذا بالأخ الآخر يأتي مندفعا نحو الفتاة ويشدها من شعرها ويدخلها إلى السيارة التي انطلقت بسرعة متجهة نحو إحدى الولايات القريبة حسب ترقيم السيارة.
وعند استفسارنا عن الأمر، أسرّ لنا بعض الشهود أن الفتاة تدرس السنة الثالثة تخصص حقوق، مخالطتها لبعض الفتيات جعلتها تتخلّى عن حجابها وتغيّر شكلها بلبس سراويل »الجينز« وصبغ شعرها باللون الأصفر بالإضافة إلى تعرفها على العديد من الشباب الذين تعودوا على اصطحابها في السيارة من أمام مدخل الإقامة إلى مختلف أماكن الحفلات والسهرات.