عفوا ايها الرجال
من قديم الزمان و نحن الفتيات نسمع الحكايات و الاساطير عن الفارس المغوار اللى ها يخطف الاميرة على الحصان و حقق لها كل الاحلام .
و فى المساء دائما ما كانت تنتهى الحكايات بأن الامير الهمام هزم الاشرار و تزوج الاميرة و عاشوا فى تبات و نبات و خلفوا صبيان و بنات .
و عندما كبرنا تربينا على الاسطورة
( سى السيد )
رمز الكمال و الرجولة و كل واحدة فينا كان نفسها فى سى السيد .
و بعدين بعد الثورة و الاستقلال ظهر
( الجنتلمان )
الجان اللى يفهم فى الاتيكيت و كيف يعامل و يحترم المراة و يقف لها احتراما و يقبل يديها و يقول لها اتفضلى يا هانم .
و بعدين جى عصر الانفتاح الاقتصادى ظهر رجل الاعمال اللى بيشتغل ( اعمال حرة ) او استيراد و تصدير و كان يحقق للهانم كل الاحلام .
و بعدين ظهرت الازمات الاقتصادية واحدة بعد واحدة و ابتدى ( الفارس المغوار و الامير الهمام و سى السيد و الجنتلمان و كمان رجل الاعمال ) ينحدر بيهم الحال و كل واحد منهم بقى بيشتغل شغلة و اتنين و ساعات تلات شغلانات و بقى الغلبان لا هو مغوار و لا همام و لا حتى جنتلمان بقى الغلبان كل همة اكل و لبس و هدوم العيال .
و يا سلام لو قدر ينام ساعتين كمان يبقى الحال اخر تمام .
لكن فى حد نسناه عارفين مين ؟
الاميرة او الست امينه او الهانم .
دى بقى مصيبتها كبيرة !!
ياعينى كان نايمة فى العسل نوم و متكله على ابو الرجال الفارس المغوار , و صحيت فجأه لقت جمبها راجل لا حول له و لا قوة ماشى يخبط فى رجلية يا بيفكر فى لقمة العيش او المدارس او المدير اللى منكد علية او حماته او الجو الزفت او السياسة او او او .
و لو سالته بتحبنى يقول لها : ما تتهدى يا ولية .
و هنا عرفت انها لازم تقلع جمالها و انوثتها و تتخلى عن رقتها و حنيتها و تسيبهم فى الدولاب و تلبس كعب واطى و بنطلون او حتى عباية اى لون و تنزل . تنزل !! تنزل فين يا ولاد ؟
تنزل تتنيل تشتغل تجرى فى الشارع وراء الاتوبيس و تقف فى طابور العيش و ترجع بسرعة تطبخ و تغسل و تكوى و تذاكر للعيال علشان لقمة العيش و فى اخر النهار تبص فى المراية تلاقى حد تانى توحشها رقتها و انوثتها و حنيتها تجرى تدور عليهم فى الدولاب لكن الظاهر ان العته اكلتهم تقول لنفسها يلا حصل خير و تدخل تترمى على السرير زى الشوال و اول ما تبتدى تنام تسمع صوت بنتها بتقرا حكاية لاختها و بتقول لها و الامير خطف الاميرة على الحصان و حق لها كل الاحلام و هنا تضحك المسكينة و تضحك و تضحك لحد ما تنام .
و توته توته خلصت الحدوته
بس ما عرفناش يا ترى مين فيهم الغلبان .