عليك بتقوى المهيمن ان كنت عاقلا فكري
ياتيك بنصيب احمد منالا من الخير
رزق اياك يهبه لله من حيث لاتفقه وتدري
فهو المكلف بالقضاء و قاسم القدر
ومن ضن انه يمنح بقوة او حتى يفتري
ما اكل العصفور شيئا امام جوارح النسر
فلا تكن كالذي بالازميل لثيابه يهري
فقد يخدشك تارة فاحذر من الخطر
او حتى كالذي يغدو في القلق نارا تري
فمحالدا صر وتلبس في الكل بالصبر
صان لغيظك ولوحتى كنت تحري
فلا تفرج للناس عنه الا في السر
فكيف تخاف خشية الفقر و الرب يثري
فقد حصّص الطير والحوت في البحر
وجعل في الارض سحايا تزهو فتانة تغري
واتخذ لكل زهرة ما يلقحها من العطر
وريح قد مايلت سحاب هتون وله تمري
فانحدر منها هطولا صبيب من المطر
ينبوع منه عين سالت خريرا تقري
فاندفع بين اخاديد كانت للنهر
جمال الطبيعة الحسناء يكاد لايضري
فمن هم من الشجر الضال والسمر
فهل فللت الارض ذرة ذرة و تفري
بدا من نور اغبى الديجور فهو من القمر
فحبات القمح عبرة لها الصبا يذري
فترهن الخاليات يسمون قصد التبختر البطر
نضمحل من الدنيا فهي تعجل ولو تتري
فاذا جر عليك الليل هل تحيى الى الفجر
فكم من صحيح مات بغيرعلة وهو يسري
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى امسى ضاحكا يجري
واكفانه في الغيب تنسج وهو بغير حذر
فمن حيى الفا او الفين بمر شهري
فلا بد في يوم ان ينفد سيرا الى القبر
فمابلك بمن ياتيك يترامى في السهر
وقد ولع قلبه من حر الخمر فامسى كالجمر
فكن عظيما صديّق وفي الارض تمري
بالوالدين وِدّا ورازيا في الجوز و البر
قبل ان تولي عظاما بلا اديم فمبري
ويفنى الزمن وتنقضي من العمر
لاتعقد ان الخالق ينسى فهو يمهل ولايعري
ولو كانت مثقال خصلة الشعر فمن كان اسيا يؤثم ذنبا وللهو يشري
ابانه ما كسب غير الخزي والشر
فهل هناك من يعقب شعري وله يزري
فقد تكون خواطئ بين الاشطر والاسطر